الإرهاب الفكري المتعصب.. سلب للحريات
الإرهاب الفكري هو نوع من أنواع الأيديولجية التي تؤمن بعدم احترام الرأي الآخر وتسلبه حقه بحرية التعبير وحرية العقيدة، وهو يحجر على العقول والحريات ويحرم عليها التعبير عن ذاتها بحجة أن هذا مخالف لثقافةٍ أو لمذهبٍ أو عقيدةٍ أو رأيٍ ما، يحمل هذا المصطلح مفاهيم مثل التعصب والتطرف والتكفير، ويحمل أيضاً عدم احترام التراث والتاريخ والحضارة.
وكالة عربي اليوم الإخبارية
ولعل أيامنا هذه تحمل الكثير من الأشخاص الذين يتلطون خلف هذا المفهوم، ويمارسون الإرهاب الفكري على كل ما حولهم بدءاً من الغرف المغلقة داخل الأنظمة والحكومات، وكذلك في جميع مفاصل المجتمع.
يعتبر الإرهاب الفكري نوع من أنواع العمليات الإرهابية لكن هذا المفهوم يأتي قبل أعمال العنف وهو بدوره يظهر بألوان متعددة مثل العنصرية والتكفير، فعن العنصرية على سبيل المثال، والمثال الحي والمعروف للقاصي والداني، هو الكيان الصهيوني وممارساته في فلسطين المحتلة، فالعنصرية هي أبشع صور هذا المفهوم مثل منع بعض الثقافات واعتبار بعض المواطنيين الذين ينتمون إلى عرق معيين مواطنيين من الدرجة الثانية مثل ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا من عمليات فصل عنصري (أبارتايد).
أيضاً يتمثل الإرهاب الفكري في التكفير والطائفية وانتهاك حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحكم الاستبدادي، فالأول أي التكفير هو الاعتقاد بأن الآخر لا يستحق رضا الله تبارك وتعالى، وإن افعاله آثمة وغير مقبولة من قبل الخالق، ويؤمن التكفيريون بأنهم المقبولين من قبل الله تعالى وأن الآخرين يكفرون بالله تعالى حتى وإن كانوا لا يعرفون.
أما الطائفية فهي، التعصب إلى طائفة أو مذهب على حساب مذهب آخر مع البقاء بالانتماء إلى دين ربما يشمل المذاهب الأُخرى، وقد تحرم بعض المتعصبين لمذهب أبناء مذهب آخر من ممارسة شعائرهم كنوع من أنواع الإرهاب الفكري والعقائدي، ويعد انتهاك حقوق الإنسان بأنه قائم منذ أقدم العصور وهناك أنواع من انتهاك لحقوق الانسان، مثل الاتجار بالعبيد وعدم احترام أسرى الحرب وأعمال السخرة التي تتحول دائماً إلى أعمال عنف، وأما انتهاك حقوق المرأة ويعتبر من أنواع هذا المصطلح الأكثر انتشاراً ومن أمثلته سلب حق المرأة بالترشح أو سلبها حقها في التصويت أصلاً أو سلب المرأة حق العمل أو التعلم.
والسياسات الدكتاتورية، تقوم الحكومات الدكتاتورية بشتى أنواع إرهاب الدولة من أجل الحفاظ على السلطة و لكن أبسط أدوات الدولة الأمنية في الحفاظ على نفوذها هو الإرهاب الفكري عن طريق القمع والاستبداد أو ترسيخ الحق الالهي في الحكم أو مطاردة المعارضة السلمية مثل دول الحزب الواحد، وسياسة تكميم الأفواه.
عبد العزيز بدر القطان – مستشار قانوني – الكويت.
اقرأ أيضاً: النخبة المسيطرة على النظام الاقتصادي والسياسي